الأبعاد الفكرية للاستبداد السياسي لدى الحوثيين

المقدمة :

تتسم الحركة الحوثية بنمط قمعي واستبدادي يمتاز بالقوة والعنف والتلاحم الداخلي، حيث يسيطرون بشكل شبه كامل على الحكم في المناطق التي يسيطرون عليها في اليمن، وذلك من خلال تطبيق أسلوب القمع والترهيب والاضطهاد السياسي ضد المعارضين والنشطاء السياسيين والصحفيين ونشطاءحقوق الإنسان.

تتجلى ممارسات الاستبداد السياسي للحوثيين في العديد من الأوجه، مثل تكوين هياكل حكومية خاصة بهم ، وتشكيل مجالس سياسية موالية لهم تعمل على تعزيز نفوذهم وقوتهم ، ومراقبة الحياة السياسية في الأماكن التي يسيطرون عليها.

 كما يتم ملاحقة واعتقال النشطاء والمعارضين السياسيين والصحفيين الذين يعبرون عن آرائهم وينتقدون سياسات الحوثيين ، علاوة على ذلك، يتم تعزيز الاستبداد السياسي من خلال تكوين ميليشيات مسلحة تابعة لهم لردع أي انتفاضة شعبية أو أي تحرك سياسي ضدهم.

في هذا البحث نحاول تفكيك العقلية الحوثية ، لمعرفة ماهي الأبعاد الفكرية للاستبداد السياسي لدى جماعة الحوثيين ، وفقاً لنظرية عبد الرحمن الكواكبي في كتابه (طبائع الاستبداد )، ومقولات و وجهات نظر إريك فروم في كتابه (هروب من الحرية ) .

السياق التاريخي للحركة الحوثية :

حركة الحوثيين، المعروفة أيضًا بجماعة أنصار الله، هي حركة سياسية وعسكرية في اليمن. تأسست الحركة في أوائل العقد 1990   مع تشكيل أول حركة باسم "الشباب المؤمن"، مدفوعة بواقع التهميش الذي تعاني منه مناطق الزيديين الذين تقدر نسبتهم بحوالي 35 إلى 40 في المئة من سكان اليمن^[1] بواسطة الزعيم الحوثي الراحل حسين بدر الدين الحوثي، وهي تنتمي إلى التيار الشيعي الزيدي الجارودي^[2]. تاريخيًا، يمكن تتبع الأصول والتأثيرات التي أدت إلى نشأة حركة الحوثيين إلى النزاعات السياسية والدينية في اليمن. في القرن الـ 20، كان اليمن يشهد صراعات بين الأئمة الزيديين والسلطات المركزية في صنعاء. وفي العام 1962، اندلعت ثورة جمهورية اليمن الشعبية التي أطاحت بالإمامية الزيدية وأقامت نظامًا جمهوريًا مركزيًا. وفي العقود التالية، شعرت بعض الفصائل الزيدية بالتهميش السياسي والاجتماعي في اليمن، وقد تفاقمت هذه الاحتقانات خلال فترة حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح (1990-2012). وقد استفادت الحركة من هذه المشاعر لتكوين قاعدة دعم واسعة النطاق بين الزيديين في شمال اليمن.^[3] في عام 2004، اندلعت اشتباكات بين الحكومة اليمنية وأنصار الله في محافظة صعدة شمال اليمن، وهذا الصراع تطور بمرور الوقت إلى حرب مستمرة. وفي عام 2011، استفادت الحركة من الاحتجاجات الشعبية ضد حكم صالح وتوسع نفوذها . في العام 2014، سيطرت الحركة على صنعاء وأجزاء أخرى من اليمن^[4]، وشنت هجومًا على الحكومة الشرعية التي كانت تتولى السلطة في ذلك الوقت. هذا الصراع تطور إلى الحرب الأهلية اليمنية الحالية، حيث تتواجه الحكومة الشرعية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية مع الحوثيين.

نظرية الاستبداد السياسي:

لغوياً رأى الكواكبي أن الاستبداد يعني غرور المرء برأيه وعدم قبوله للنصيحة ، فيستقل برأيه ، ويقصد في كتابه لفظ الاستبداد بمعنى الاستبداد السياسي ، فيعرّف الاستبداد السياسي بأنه " سمة من سمات الحكومة المطلقة التي تدير شؤون رعاياها بتعسف عن عمد ، دون خوف من المساءلة أو العقوبة .^[5]

نظرية الاستبداد السياسي عند الكواكبي تتناول فكرة أن الاستبداد السياسي هو السبب الرئيسي وراء انحطاط الأمم، وأن الهدف من تحليل هذا المفهوم هو التنبيه لمورد الداء الدفين، ببيان طبائع الاستبداد^[6] ويشير الكواكبي إلى أن الاستبداد يقوم على أمرين أساسيين هما: القوة العسكرية وجهل الأمة، وهما أكبر مصائب الأمم وأهم عيوب الإنسانية^[7] ، ويتطرق الكواكبي في كتابه "طبائع الاستبداد" إلى وصف حال الشعوب التي تعيش في كنف حاكم مستبد ظالم يستغل جهل أفراد أمته ويتصرف في شؤونهم بمقتضى الهوى وليس الحكمة، ويعاني عوام الشعب المظلوم من التواكل والجهل وفقد للهمم وانشغال تام بحياتهم البهيمية البدائية والتي تكون بعيدة كل البعد عن الحرية الفكرية والأخلاقية^[8].

يعتبر الكواكبي أن الدواء الوحيد للتخلص من الاستبداد السياسي هو الشورى الدستورية^[9] فالكواكبي يؤمن بفكرة التغيير التدريجي ، لان الاستبداد لايمكن مقاومته بالقوة ، ولكن يمكن مقاومته بالقوة الناعمة والتدريجية ، حيث اقترح على المسلمين فكرة إنشاء مجتمع مدني مماثل للمجتمع الأوروبي ، ورأى انه سيعزز المجتمعات الأهلية الإسلامية ، وشجع أيضاً على إنشاء هيكل للاستشارات الدستورية تحقيقاً لمبدأ الشورى ..فالعرب بالنسبة له هم افضل ممارسين لتعاليم الإسلام لذلك فهم المؤهلون ليحترموا مبادئ التبادل الديمقراطي والمساواة في الحقوق^[10] .

إريك فروم (Erich Fromm) هو عالم نفس وفيلسوف اجتماعي ألماني- أمريكي ، وهو معروف بدراساته حول النفس البشرية والعلاقات الاجتماعية.

في كتابه "هروب من الحرية" (Escape from Freedom) الذي نُشر عام 1941،^[11] يتحدث فروم عن جذور الاستبداد في الفرد والمجتمع. يقدم فروم وجهة نظره حول كيفية تشكل الاستبداد وأسبابه النفسية. ينطلق فروم في تحليله من نزعتي السيطرة (السادية ) و الخضوع (المازوخية ) ، حيث يرى أن هذه النزعة موجودة عند البشر جميعاً أسوياء أو منحرفين وإن كانت بدرجات متفاوتة . ومن ثم فإن تفسير ظاهرة الاستبداد تكمن في تحليل سلوك هذين الطرفين ، فالمستبد يمارس النزعة السادية أي يتلذذ بإيقاع الأذى بالآخرين التي تعود في النهاية إلى السيطرة الكاملة على الشخص . أما الخاضع فهو يمارس النزعة المازوخية ، أي التلذذ بالألم الذي يقع عليه من خلال الخضوع لشخصية أقوى تحرره من خوفه ، فالنزعة المازوخية في جوهرها تعبير عن الخوف ، لذلك فإن استقلال الشخصية المازوخية تشكل مصدر قلق له لايطاق فهو يبحث عن ذات أخرى توفر له الأمان.^[12]وعلى هذا الأساس صنف فروم  الناس إلى صنفين على أساس توجهاتهم أو سماتهم الخلقية وكل صنف يضم مجموعة من التفرعات ، وهذان الصنفان هما المنتجة وغير المنتجة . ومن سمات غير المنتجة ينضوي تحتها الأفراد (المستغلين ، الآخذين ، الكانزين ) ووفقاً له فإن المستغلين يعتقدون أن أي مصدر إشباع يكون من خارج انفسهم فهم يرغبون بأخذ كل ماهو عزيز عند الآخرين من أملاك أو أفكار وشعاره في ذلك (أنا آخذ ما أريد ) ويمكن ملاحظة هذا النوع من الأشخاص بين القادة والحكام المستبدين.^[13] تلخيصاً لمفاهيم فروم ، فإن الاستبداد ينشأ نتيجة الاستغلال والرغبة في السيطرة على الآخرين ومايملكون ويمثل على ذلك بالقادة المستبدين.

و يشير فروم إلى أن الفرد الذي يشعر بالضعف والخوف يسعى إلى الحماية والأمان، ويميل إلى السعي وراء الاندماج في هياكل سلطوية يمكنها توفير هذا الشعور بالأمان ، ويمثل على ذلك بالشعوب المغلوب على أمرها.

الأبعاد الفكرية للاستبداد السياسي لدى الحوثي :

أولاً البعد النفسي والاجتماعي :

الاستبداد هو عبارة عن تمكُّن شخص أو مجموعة من السلطة وإساءة استخدامها بطريقة غير عادلة وقمعية، و من الناحية النفسية، يمكن أن يكون جذر الاستبداد السياسي لدى الحوثيين مرتبطًا بعوامل مثل الطموح الزائد للسلطة والتحكم، والشعور بالتفوق والتميز على الآخرين ( نسل الرسول صلى الله عليه وسلم ) .

وبحسب مقولات فروم فإن الحوثيون يمثلون نموذجاً للاستبداد السياسي ، من حيث استخدامهم السلطة كمتعة للسيطرة الكاملة على المناطق الواقعة تحت سلطتهم. ويظهر ذلك جلياً في سلوكيات قيادات الصف الثاني والثالث أو من يسمونهم (المشرفون ) في التعامل مع من يخالفهم الرأي أوعامة الشعب من غير الأسر الهاشمية . ويمكن أن نفترض جدلاً بوجود علاقة وثيقة بين الاستبداد كظاهرة لدى الحوثيين وبين القابلية النفسية للاستبداد ، فبحسب تعريف الكواكبي للاستبداد لايكون الفرد مستبداً إلا إذا وجدت بيئة اجتماعية تساعده على ذلك أو تشجع على السلوك المستبد والاستئثار بالرأي وفرض الاتجاه الواحد في التفكير ..يقول " ويكفي هنا الإشارة إلى أن صفة الاستبداد، كما تشمل حكومة الحاكم الفرد المطلق الذي تولى الحكم بالغلبة أو الوراثة، تشمل أيضاً الحاكم الفرد المقيد المنتخب متى كان غير مسئول.. وأشد مراتب الاستبداد التي يُتعوذ بها من الشيطان هي حكومة الفرد المطلق الوارث للعرش، القائد للجيش، الحائز على سلطة دينية "^[14] وفق هذا الاقتباس فأكثر عنصر اجتماعي مساعد على انتاج الاستبداد هو الجيش، وهو ماتوفر للحوثيين بعد سقوط صنعاء بيدهم عام 2014 وتحالف الرئيس السابق علي عبدالله صالح وتسليمه المعسكرات بعتادها لهم ، فأصبح الجيش عبارة عن ميلشيات مسلحة تأتمر بأوامر السيد القائد وهو مايجرنا إلى بعد آخر وهو :

ثانياً : البعد الأيدولوجي الديني :

الجذور الإيديولوجية للاستبداد السياسي للحوثيين تعود إلى تحالفهم بالمذهب الشيعي الزيدي وهو يرتكز على فكرة (المظلومية ) ، فالمذهب الشيعي بتفرعاته الاثنا عشرية أو العلوية أو الزيدية ، يقوم على أحقية الولاية لآل البيت ، و يعتبر الحوثيون أنفسهم العتبة الحاكمة الشرعية ، في اليمن بوصفهم نسل رسول الله صلى الله عليه وسلم . يستدعي الحوثيون الأفكار الدينية والمبادئ الشيعية  لتبرير أنفسهم كجبابرة الحق والمقاومة الشرعية للقوى الظالمة ، إذ تعتمد الإيديولوجيا الحوثية على مفاهيم مثل المقاومة والنضال ضد الظلم والاستعمار مستلهمين في ذلك ثورة الحسين في واقعة كربلاء ضد يزيد بن معاوية ، وثورة زيد بن علي بن الحسين على والي الكوفة ، وهما واقعتان تاريخيتان يدّعي كل طرف فيهما أحقيته بالولاية أي الحكم.

 كذلك يروج الحوثيون لنظرية ولاية الفقيه والتي التي طرحها الإمام الخميني عراب الثورة الاسلامية الايرانية ، والتي تثبت ولاية الفقيه حال انتفاء حكومة الرسول صلى الله عليه وسلم والأئمة المعصومين (الاثنا عشر ) وهذا الفقيه هو من نسل رسول الله وتتبلور فيه أمور ثلاثة :

- العلم بالأحكام العامة للإسلام "الفقه"

- الأهلية واللياقة الروحية والأخلاقية "التقوى "

- الكفاءة والقدرة في منصب إدارة المجتمع

كماأن هذه الولاية على أموال وأعراض ونفوس الناس هي بالأساس من شؤون الربوبية والحاكمية الإلهية^[15].

وفقًا لهذه النظرية، يتولى الفقيه القيادة الروحية العليا (ولي الفقيه) السلطة النهائية في الدولة، ويتمتع بالقدرة على تفسير الشريعة واتخاذ القرارات السياسية والقضائية والعسكرية ، و يعتبر الفقيه القائد الروحي للأمة ويتمتع بالسلطة الكبيرة في توجيه الحكومة وتحديد سياساتها وتأطير الحياة السياسية والاجتماعية للأفراد. ومن الجوانب الأخرى، يثير النظام الذي يستند إلى نظرية ولاية الفقيه تساؤلات وانتقادات بشأن الاستبداد السياسي والقمع، حيث يمنح الفقيه سلطات شاملة دون وجود آليات للرقابة أو الحدود على سلطته ، مما يفتح الباب أمام احتمالية تعرض الحريات الشخصية والسياسية وحقوق الإنسان للقمع والتضييق.. وهو مانجده واضحاً وجلياً في السياق الإيراني ..وفي المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون. 

إن الدين والايدولوجيا لهما أكبر محفز للاستبداد السياسي في حال فشو الجهل في الأمة كما يؤكد على  ذلك عبد الرحمن الكواكبي في نظريته . إن الجهل يورث الضعف والخضوع بحسب(  فروم )، فالجهل والاستبداد السياسي هما وجهان مترابطان في سياق الحالة الحوثية .

الجهل والاستبداد السياسي يتعارضان مع مفهوم الديمقراطية وحكم القانون  ففي المجتمعات التي تعاني من الجهل والاستبداد السياسي، يصعب على الأفراد المطالبة بحقوقهم والمشاركة في صنع القرارات السياسية، وهو ماتعاني منه المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

ثالثاً : البعد التاريخي السياسي :

تسيطر على الجماعة الحوثية فكرة الحق الإلهي في عودة الأسر الهاشمية لحكم اليمن. ولم ينس الحوثيون الهزيمة التاريخية السياسية التي منيت بهم في أعقاب ثورة ال26 من سبتمبر 1962 على يد الجمهوريين ،ومنذ ذلك الوقت ظل الملكيون الهاشميون أتباع المذهب الزيدي يحاربون ردحاً من الزمن لإسقاط النظام الجمهوري وإعادة حكم الإمامة من جديد. وكاد الملكيون يسقطون الثورة فيما سمى بحصار السبعين^[16]، لكن المدد للجمهوريين جاء من مصر وانتصروا على الملكيين الذين غادر منهم من غادر إلى المملكة العربية السعودية ، وبقي منهم من بقي.

فكرة الانتقام كما يراها (فروم ) سادية ، تتمظهر في حالة الحركة الحوثية في الاستبداد السياسي ، حيث يعاقب الحوثيون الشعب اليمني في الشمال على مناصرتهم ذات يوم للجمهوريين من خلال أجهزة القمع والعنف التي تطبق على أنفاس الشعب في المناطق الخاضعة لسيطرتهم .

ويبدو توصيف الكواكبي في مظاهر الاستبداد السياسي في كتابه (طبائع الاستبداد)  "  الحاكم الفرد المطلق الذي تولى الحكم بالغلبة أو الوراثة" ، يتسق مع ماتقوم به الجماعة التي ترى شرعيتها السياسية مستمدة تاريخيا من الإله ، بوصفهم سلالة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ومن الجوانب الأخرى، يمكن أن تكون الجذور الإيديولوجية للاستبداد السياسي للحوثيين مرتبطة بالتأثيرات الإقليمية والجغرافية في اليمن، والتي تتضمن الصراعات القبلية والسياسية الطويلة في المنطقة ، إذ تحظى الحركة الحوثية بدعم من عدد من القبائل اليمنية، وتستغل هذه العلاقات القبلية والعشائرية لتعزيز سيطرتها وتوسيع نفوذها ، وفي هذا السياق، يميل الحوثيون إلى استخدام العنف والتهديدات ضد المعارضين والتنصل من الحوار والمصالحة السياسية، مما يعزز الاستبداد السياسي ويعرقل العملية الديمقراطية.

يتلقى الحوثيون دعمًا من إيران ولهم ارتباطات مع جماعات وأطراف إقليمية أخرى. ينظر إليهم على أنهم ممثلون للمقاومة الشيعية ضد التدخل السعودي في اليمن. وهذا الدعم الخارجي يمكن أن يعطي الحوثيين شعورًا بالقوة ويعزز سلوكهم الاستبدادي في مواجهة الأطراف الداخلية والخارجية.

صور من الاستبداد السياسي للحوثيين :

• مقتل  4105 مدنياً واصابة 17948 آخرين بينهم نساء واطفال بمحافظة تعز خلال الفترة من 21 مارس 2015 وحتى 30 يونيو 2023م.^[17]
• اختطاف 469 و 175 حالة إخفاء قسري و 897 حالة احتجاز تعسفي و 102 حالة تعذيب و 97 حالة اعتداء على مدنيين و 78 انتهاكاً لحرية الرأي والتعبير.ورصد انتهاكات في الممتلكات  بلغت نحو 3387 ممتلكا تم تفجير 169 منزلا وتدمير 208 منزلا ومنشأة خاصة ولحق الضرر كليا بـ 323 منشأة ومنزل وجزئيا بـ 1941 أخرى وتم اقتحام ونهب نحو 48 منزلا ومنشأة وتضررت 511 مركبة خاصة ورصد 187 حالة انتهاك أخرى لممتلكات خاصة^[18].
• سقوط 1022 مدنياً، بين قتيل وجريح، جراء حوادث انفجار الألغام وباقي مخلفات الحرب الحوثية، خلال الفترة من الأول من يناير 2022 وحتى 28 فبراير 2023،  من بين الضحايا 388 طفلاً و96 امرأة و100 مسن. و مقتل 386 مدنياً في 17 محافظة يمنية، نتيجة الألغام والعبوات الناسفة والذخائر غير المتفجرة، التي زرعتها وخلفتها ميليشيا الحوثي بينهم 128 طفلاً، و25 امرأة و38 مسناً إضافة إلى جرح وإصابة 637 مدنياً آخرين، بينها 260 طفلاً و71 امرأة و62 رجلاً طاعناً في السن.^[19]
• اعتقال انتصار الحمادي عارضة الأزياء وزميلتها من حي شملان غربي  صنعاء، تعرضت للتعذيب في مراكز الاحتجاز الحوثية وحكم عليها بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة ارتكاب "فعل فاضح" ، وسرعان ما تحول اعتقالها في سجون الحوثيين إلى قضية رأي عام وسط مطالبات حقوقية بالإفراج عنها. ^[20]

الخلاصة :

الأبعاد الفكرية للاستبداد السياسي لدى حركة الحوثيين تتركز حول عدة نقاط رئيسية ، تتمثل في التمسك بالفلسفة الإيديولوجية الزيدية، التي تمنح الهاشميون الحق في الحكم ، وتعتبر الإمامة حقًا وراثيًا ينبغي أن يكون لهم فقط .كما تتبنى نظرية ولاية الفقيه التي تمنح الحوثيين سيطرة مطلقة على السلطة وتقييد حريات الآخرين ، مما يؤدي إلى استبداد سياسي وتهميش الآخرين.إضافة إلى التمسك بالعنف والتهديدات كوسيلة للسيطرة والتخويف، مع تجاهل الحوار والمصالحة السياسية. علاوة على استغلال العلاقات القبلية والعشائرية لتوسيع نفوذهم وتعزيز سلطتهم. وأخيراً تلقي الدعم الخارجي من إيران وجماعات إقليمية أخرى، مما يعطيهم شعورًا بالقوة ويعزز سلوكهم الاستبدادي.

^[1] BBC  ، الحوثيون: من هم وكيف نشأت حركتهم ؟ ، 18 يوليو/ تموز 2017 ، https://2u.pw/bHlrv3r

^[2] للمزيد انظر إلى : الحركة الحوثية ..تاريخ سيء وحاضر أسوء ، إبراهيم العجلان ، موقع صيد الفوائد ، https://2u.pw/Ob3jK2V

^[3] عادل الأحمدي  ، التمرد الشيعي في اليمن ،  ٢٠٠٦ ، مركز نشوان الحميري للدراسات والنشر.

^[4] BBC ، كيف سيطر الحوثيون على صنعاء دون مقاومة من الجيش ، 24 سبتمبر /ايلول 2014 ،https://2u.pw/MkRgx

^[5] عبد الرحمن الكواكبي  ، 2003 ، طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد ، الطبعة الثانية ، ص 37

^[6] للمزيد انظر إلى  : موقع العربي الجديد ، الكواكبي وطبائع الاستبداد ، 27 سبتمبر 2019 ، https://2u.pw/D5gSoKq

^[7] للمزيد انظر إلى : موقع آراء ، طبائع الاستبداد عند الكواكبي في ضوء الثورات العربية المعاصرة ، 1 أغسطس 2011 ، https://2u.pw/BanR3wS

^[8] للمزيد انظر إلى : موقع الجزيرة نت ، زمن الاستبداد ..حينما واجه الكواكبي العثمانيين وحيداً ،  9 أغسطس 2018 ، https://2u.pw/GoXKlpF

^[9] للمزيد انظر إلى : المركز الديمقراطي العربي ، الاستبداد من عيون الكواكبي واتيان دي لابواسيه ، 4 يونيو 2018 ، https://2u.pw/LG1VXR2

^[10] عبد الرحمن الكواكبي، مرجع سابق،  ص 42-44.

^[11] Funk, Rainer (2000). Erich Fromm: His Life and Ideas. New York: Continuum ص. 169, 173.

^[12]  فاتن عبد الجبار ناجي الخزرجي،  الاستبداد قراءة نفسية ، 2019 ، الطبعة الأولى ، ص 74

^[13] فاتن الخزرجي ، مصدر سابق ، ص 75

^[14] عبد الرحمن الكواكبي، مرجع سابق ، ص. 106.

^[15] للمزيد انظر إلى : موقع الإمام الخميني ، هل تستند نظرية الفقيه التي طرحها الإمام الخميني(قدس سره) على دلائل وبراهين عقلية؟ ، https://2u.pw/euyJzpr

^[16]  علي محمد العلفي ، نصوص يمانية حصار صنعاء ، éditeur inconnu, 1996 ، ص 494

^[17] موقع مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان ، تعز.. أطول حصار في التاريخ..ثمانية أعوام من الحصار والقتل الممنهج ، https://2u.pw/H3DDRFC

^[18] مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان ، مرجع سابق ، https://2u.pw/H3DDRFC

^[19] موقع أخبار اليوم ، اليمن.. الألغام والسلام ، تقرير حقوقي يوثق الخسائر البشرية لجرائم الألغام ، https://2u.pw/nlSNVZY

^[20] موقع منظمة سام ، سام تدين اعتقال الشابة انتصار الحمادي ، https://2u.pw/3J3YnQx

بإمكانكم تنزيل الورقة البحثية عبر الرابط التالي