تنافس إقليمي ووكلاء محليون

قال د. عمر باجردانة، رئيس مركز المعرفة للدراسات الاستراتيجية: "لا شك أن حضرموت أصبحت ساحة لتنافس إقليمي، حيث باتت الأطراف المحلية وكلاء لصراعات خارجية". وفي تحليله لمركز سوث24، أوضح بجردانة أن الخارطة السياسية في حضرموت تُعاد تشكيلها بواسطة قوى أجنبية تستغل الولاءات القبلية والسياسية والإيديولوجية لخدمة مصالحها.
وأضاف: "يظهر هذا التنافس في تصاعد حرب السرديات، حيث يسعى كل طرف للهيمنة على الرأي العام. الرهانات مرتفعة، واستراتيجيات الخطاب تعكس الصراع الجيوسياسي الأوسع في هذه المنطقة".
وأضفى ظهور مكون سياسي جديد تعقيداً إضافياً على المشهد، وهو "حركة التغيير والتحرير" التي ظهرت مؤخراً في مديرية العبر الصحراوية بوادي حضرموت التي تسيطر عليه قوات المنطقة العسكرية الأولى وقوات درع الوطن الموالية للسعودية.
ووفقاً لمصدر مطلع تحدث لمركز سوث24، شريطة عدم الكشف عن هويته، فإن الحركة يُنظر إليها كمشروع إسلامي-قبلي مدعوم من تركيا وحزب الإصلاح، وتربطها صلات بشبكات متطرفة في الإقليم.
يقود الحركة رياض بن شعيب النهدي، المعروف باسم "أبو عمر"، والذي وصفه المصدر بأنه شخصية ذات ارتباط سابق بتنظيم القاعدة. وأضاف أن إطلاق الحركة تم بتنسيق مع الشيخ علي بن حفتان من قبيلة كندة، وجرى تغطيته حصرياً عبر وسائل إعلام محسوبة على الإصلاح.
وفي مداخلة تلفزيونية على قناة (المهرية)، أقر أبو عمر النهدي بعضويته في تنظيم القاعدة قبل أن ينشق عن التنظيم في 2018. وقال إن المكون السياسي الجديد لا علاقة له بالتنظيم المتطرف.
وحذر د. باجردانة من تداعيات ظهور هذا الكيان وسط هذا الزخم السياسي، قائلاً: "ظهور مجموعة يُقال إنها ذات صلات بالإرهاب في وضح النهار، وأمام أعين الحكومة المعترف بها دولياً والمجلس الانتقالي، يعكس فشل في معالجة جذور التطرف في حضرموت".