خرائط الإرهاب الجغرافية والوظيفية في اليمن

يشتهر النظام السياسي اليمني منذ قيامه بأنه من الأنظمة الأكثر تعقيدا في شبه الجزيرة العربية، يأتي نتيجة تراكمات تاريخية، و بُنى قبلية متجذرة، وصراعات نفوذ إقليمية ودولية، هذا التعقيد لا يتمثل فقط في تعدد القوى الفاعلة داخل الدولة، بل أيضاً في هشاشة مؤسساتها،و نظام البيانات بها، وضعف قدرتها على بسط سلطتها على كامل الجغرافيا اليمنية.
وهنا تلعب القبائل دورًا موازيًا لمؤسسات الدولة، ما يجعل السلطة المركزية غير قادرة على فرض سيادتها، كما أن الانقسامات السياسية والعسكرية على أرض الواقع قد كانت عاملا فاعلا في التدخلات الإقليمية والدولية.
ودائما" ما كان الإرهاب ورقة ابتزاز ومقايضة سياسية دولية وإقليمية تحاول القوى المتنفذة والتقليدية اللعب بها خاصةً في الدول الضعيفة والهشة وفي ذات الثروات الطائلة
هذا التشظي كان سببا ركيزا في نشوء بؤر إرهابية وبروزها على ثلاث مستويات، المستوى الأكثر بروزا كان على المستوى المحلي، أما المستوى الثاني فبرز على المستوى الإقليمي والدولي حيث تمت محاربته دوليا، أما المستوى الثالث ظل فيها متخفيا تحت عباءة الدولة و السلطة
و تتلخص بعض أسباب نشوء بؤر الإرهاب في
- الفراغ الأمني والسياسي الناتج عن غياب الدولة في مناطق عديدة.
- التهميش السياسي والاقتصادي لا سيما في المناطق النائية.
- التدخلات الخارجية المتناقضة التي أضعفت مشروع الدولة وأججت الصراعات الطائفية والمناطقية.
ضعف البُنى الأمنية والقضائية مما أعاق تطبيق القانون وفتح فراغًا للتمرد والفوضى. - استخدام الإرهاب كأداة نفوذ من بعض الأطراف المحلية أو الإقليمية لتبرير تدخلها أو بسط سيطرتها.
تعقيد النظام اليمني ليس فقط نتيجة تراكميّة، بل هو بيئة خصبة لتوالد بؤر الإرهاب، ما لم تُعالج جذور الفشل السياسي، ويتم بناء عقد اجتماعي جديد يعزز من الدولة المدنية الشاملة، ويُحاصر العنف بأدوات الحكم الرشيد والتنمية العادلة.
ولازالت هناك فرص لبروز بؤر إرهاب جديدة إذا ماتم تدارك الوضع وخلق توازنات سياسية داخل البلد.
وعليه مركز المعرفة للدراسات والابحاث الاستراتيجية يصدر ورقة بحثية جديدة حول خرائط الإرهاب الجغرافية و الوظيفية، كدراسة تحليلية في ديناميات الفواعل المحلية والملاذات الآمنة و المناطق المستهدفة
لتنزيل الورقة من هنا